MY LIFE STORY!!
Home | MY LOVE | MY LIFE STORY!! | PLAY SUDOKU | Hot News>> | GOOOOOL | RUBY | Lyrics | VARIETY | DOWNLOADS | EGYPT | LINKS | El Ahly | AMR DIAB | SERAG EDREES | Me And My Friends

( Rogy ) >> Based On True Story!!!

 

 

الولــــــــــد

مشوار طويـــــــــــــــل

 

 

 

 

 

مقدمة

أعزائى الأحباء قراء هذه المذكرات

قدمت على كتابة قصة حياتى لما رأيته فيها من أحداث يمكن ان تكون نواة لقصة حقيقية ربما لم ولن تحدث لاخرين واتمنى منكم جميعا ان لا تتكهنوا بشىء معين من سياق الاحداث فما حدث معى فعلا هى اشياء لا يتخيلها شخص , فكم الاحداث المحزنة فى حياتى تكفى لفيلم طويـــــــــــل على عكس الاحداث المفرحة التى لا تتعدى اعلان صغير قبل مسلسل السابعة والربع على القناة الاولى..

الجزء الاول

1 - الميلا د والنشأة

تبدأ أحداث حياتي في أجمل مكان عشت به قرابة ثلاث أرباع عمري وهو منزل وشقة جدتي - والدة أمي - حيث فجر يوم العاشر من شهر اكتوبر شهر العظماء كانت لحظات سعيدة جدا بالنسبة لعائلتى حيث انهم جميعا بداية من والدتي وأبى ومرورا بجميع خالاني يتأهبون لاستقبال اول مولود للعائلة وأول حفيد بها وكانت الفرحة الاولى قبيل أذان الفجر حيث جاء للدنيا ولد اتفق الجميع على تسميته - سراج - نسبه الى ابن عمته الاكبر سراج الدين الذي كان والدي يحبه كثيراً ومتعلق به لابعد الحدود سادت الفرحة المنزل بكامله ونزل الجميع لآداء صلاة الفجر بمسجد السد العالى الذي يحمل الشارع اسمه والتى عشت بها اجمل فترات حياتي وبعد ميلادي عاشت امى فترة حضانتي بالكامل عند جدتي مما جعلنى منذ وجودي في اللفة متعلق بهذا المكان وهؤلاء الاشخاص جدتي وجدي وخلاني وأحببت هذا المكان حبا كبيرا جدا.

لما كبرت شوية انتقلنا للمعيشة في بيتنا بيت الاب ولكنى لا أتذكره مطلقا ولا أتذكر أي مكان فيه فنظرا لظروف عمل والدي ووالدتي كانوا دائما يتركونني لجدتي مما جعلنى أزداد حبا وتعلقا باالمكان ذاته وتعلقا أكثر بالخيلان ولم أكن مطلقا على نفس العلاقة والتعلق بأعمامي وجدتي - والدة أبي - لم أعرفهم أبدا ولا أتذكرهم مطلقا وفي حقيقة الامر لا أعرف السبب في هذا وربما تظهر الأحداث القادمة أسبابا مقنعة لهذا البعد.

حين أكملت عامي الثاني كنت في إنتظار واحد من أسوأ أحداث حياتي حيث فقدت والدي في اليوم التاسع عشر من نوفمبر عام 1986 ، طبعا انا كنت صغير ومش فاهم أي حاجة ولكن مع مرور الزمن وتوالى الاحداث هتقدروا تفهموا ليه كان وجوده مهم أوى في حياتي خاصة في الفترات الحالية .

المهم أبويا خلاص مات وأمي قفلت الشقة بتاعتنا وخدتني انا وأختي وراحت تاني لبيت تيته عشان تبتدي هناك حياة جديدة تماماً فيها أمي وتيته بس ، معرفش أي حد تانى غير خيلاني طبعا وجدي لكن العلاقة قوية أوى بيني وبين جدتي !

كنت متدلع جدا .. وكنت كل حاجة عاوزها كانت بتجيلي وفي وقتها بالظبط .. وعمري ما إتحرمت من حاجة نفسي فيها .. وعمر ما طلبت حاجة ومجتش . جدي كان دايما طول النهار في المحل بتاعه ولما كان بيجي باليل كان لازم يجيبلي معاه حاجة حلوة يا إما شيكولاته أو فاكهة ، المهم يجيبلي حاجة وخلاص . ولو طول اليوم احتجت أي حاجة كانت جدتي تديني فلوس أنزل أشتري اللى انا عاوزه ، بصراحة مكنتش محروم من حاجة ., وفضلت على كده لحد ما كبرت شوية وجه وقت دخولى الحضانة - آسف KG عشان يعني الناس اللى متعرفش يعني ايه حضانة .

2 - الدراسة

دخلت الـ KG وكانت دراستي غريبه جدا لأني من ساعة ما دخلت الحضانة لحد ما خلصت ابتدائي عديت على 5 مدراس ، تخيلوا 5 مدارس مختلفة في مرحلتين بس :

البداية كانت في مدرسة المعهد البريطانى والمدرسة دي كانت بعيدة شوية عن بيت جدتي علشان كده أمي قررت تجيبلي سواق مخصوص يوديني الحضانه الصبح ويجيبني الظهر - شوفتوا الهنا اللى انا فيه - وكان راجل طيب وكانت عربيته حلوة وكنت بحبها وكنت بسمع أغنيه عنده في العربيه حبيتها وحفظتها وكنت بخليه يشغلها كل يوم الصبح وانا رايح ومكنتش أفوق غير لما يشغلها .. تخيلوا أغنية إيه - لولاكي - بتاعة على حميدة ، تخيلوا طفل برئ مكملش 5 سنين من عمره بيسمع أغنية لولاكي ، نجحت بتفوق في سنه أولى حضانه بعدها ، مامي قررت أنى أسيب المدرسة دي وأنقل مدرسة تانية وفعلا سيبتها وروحت مدرسة كان اسمها الحديثة الخاصة ودي قضيت فيها أخر سنه في الحضانه وكنت مجتهد جداً والحمد لله طلعت الأول على التخته بتاعتي مع العلم انى كنت قاعد في التخته لوحدي ( عدوهالى ) بس بجد والله من يومها كنت بحب أعمل الواجب بتاعي خاصة واجب الانجليزي وأرجوكو تذكروا الجملة دي كويس علشان في وقت هتتغير فيه حياتي بسبب المادة دي كنت بحب المدرسة دي أوى ، وللعلم كانت بجوار بيت والدي - الله يرحمه - بس أنا وقتها مكنتش عارف ، المهم فضلت على الحال ده طول السنه التانية في المدرسة ، وكانت والله مدرسة حلوة برده وكنت بحبها جدا ، هي صحيح مكنش فيها غير 4 تلاميذ ومدرس واحد بيدي كل المواد لكن كنت بحب المدرسة وانا صغير - عيل أهبل أوى - مش عارف بس كنت بحبها وخلاص .

خلصت الحضانه بنجاح وتفوق كاسح وبعدين دخلت الابتدائي ، دخلت مدرسة اسماعيل المبروك ، كانت أكبر ميزة موجودة في المدرسة دي إنها على رصيف في وش بيت تيته يعني كنت أنط من البلكونه على الطابور على طول ولما كنت أتأخر وأكسل كان الاستاذ يمد إيده من شباك الفصل يجيبني من على السرير وانا نايم ، قضيت في المدرسة دي سنتين من عمري وكانت أكبر الميزات بالمدرسة هي قربها من البيت والناس اللى فيها كانوا بصراحة ناس طيبين أوى ، ولاد وبنات زي العسل ، صحيح انا مش فاكر فيهم اي حد خالص لكنى كنت فاكر بعض المواقف اللى كانت حلوة اوى منها موقف مش ممكن أنساه ، وهو لما كنت في سنه أولى إبتدائي تحديدا في التيرم التاني من السنه عملت أول عملية في حياتي وهي واحدة من سلسلة عمليات عملتها في حياتي ، المهم العملية دي كانت في عنيا بسبب حاجة اسمها ( المياه الزرقاء ) كنت مولود بيها ولما عملت العملية ورجعت المدرسة أول يوم بعدها وكانت أمي معايا لاقيت الفصل كله مستنيني وبيسلموا عليا بصراحة كنت فرحان جدا من الاستقبال ده وحيث أني بين اصحابي وزمايلي ، وتوالت الايام في المدرسة الجميلة دي وكانت أيام الحمد لله ناجحة اكتشفت فيها حاجات موجودة فيا مكنتش عمري هعرفها ولا أحسها الا بوجود ناس تانية معايا زي أصحابي وزمايلي من الحاجات دي أني شخص إجتماعي .. بعرف أندمج مع الناس بسرعة وبقدر بطريقة أو بأخري أفرح الناس اللى معايا وأحاول أبسطهم عن طريق أني أعرف إيه اللى يفرحهم وأحاول أعمله وإيه اللى يزعلهم وأحاول أبعد عنه تماما ده غير ان في ناس بيقولوا عني انى دمي خفيف يعني ممكن أنتزع الصحكة من الناس بشكل مقبول يعني مش غتت أو كالح على قلوب الناس اللى يعرفوني طبعا بس يعني من صغري كانت كرامتي بتنقح عليا شوية يعني بصراحة كنت بضايق لما حد بيقول عني حاجة وحشة زي مثلا دمه تقيل أو غتت يعني كنت بتغاظ أوى لما كنت بحاول أفرح أو أداعب حد مش متقبل منى المحاوله دي وألاقيه كاره منى أي حاجة بعملها معاه لأنه كان في ناس كتير شوية بيفهموني غلط أو عكس ما انا عايز ده خلاني شخص الى حد ما منطوي على نفسي وماليش أصحاب ولا زمايل ولا حاجة ، كنت من البيت للمدرسة ومن المدرسة للبيت ، وكانت متعتي الكبيرة أوي انى اتفرج على التليفيزيون سواء على فيلم كارتون أو أي حاجة ، انا بحب التليفزيون جدا . وكان هو على مدار عمري الصديق والصاحب أما الاصحاب أو الزمايل مكانش ليهم أي دور في حياتي ودي وادة من أكبر مشكلاتي بالحياة . شعوري الدايم بالوحدة والحزن وعدم وجود حد كويس أحكيله وأقوله بحس بإيه وأخرج معاه ويكون هوا سري وفرحتي لكن الظروف مسمحتش ان ده يحصل معايا زي ما حصل مع أي حد بعد لما خلصت 2 إبتدائي والدتي إتجوزت بصراحة إنسان محترم جدا جدا وحبني جدا ولو أبويا عايش عمري ما هتمناه أكتر من كده ، مدرس لغة إنجليزية بالثانوي الازهري اسمه أ / أحمد قنديل راجل طيب جدا وعلى خلق جدا اتجوز أمي وبعدين أخدنا نعيش معاه كانت أكتر حاجة مضايقاني انى سيبت بيت تيته وكمان سيبت المدرسة بتاعتي ودخلت مدرسة الازهر وانا في 3 ابتدائي وبدأت هناك رحلة جديدة في مكان جديد اول مرة أدخلة لكنى استمريت أسوأ حاجة بمر بيها وهي رجوعي لبيت تيته تانى وإني أفضل عايش عندها على طول وما سيبش بيتها أبدا لكن الظروف منعت الأحلام دي إنها تتحقق وفضلت الفترة دي كلها عايش مع ماما في بيتها في الشارع ده ابتديت اتعرف على ناس جديدة منهم أطفال كانوا قريبين منى في السن وابديت واحدة واحدة اتعرف عليهم واصاحبهم والعب معاهم ، كانوا طيبين أوى لكن مختلفين تماما عني في حاجات كتير سواء طريقة لعبهم أو كلامهم أو عادتهم اللى إتربوا عليها مختلفة تماما عني وعن صفاتي وحياتي الصغيرة اللى مكنش فيها أي إختلاط يذكر مع أي شخص .

أما المدرسة فبما أنها مدرسة أزهرية فكان رقم واحد هناك طبعا في المدرسة هو كتاب الله عز وجل - القرآن الكريم - وأهم حاجة هو حفظ القرآن الكريم وتجويده وتلاوته على أكمل وجه بصراحة الموضوع كان في أوله صعب أوى وتقيل جدا على قلبي لكن مع مرور الوقت خلاص إعتدت الوضع وابتديت أحفظ القرآن كويس وأسمعه كويس في المدرسة وكنت مبسوط أوى وابتديت اعرف ناس في المدرسة وكمان المدرسين ابتدوا يعرفوني ويحبوني لانى كنت شوية يعني ملتزم ومهتم بدروسي وواجبي الى حد كبير وربنا كان كارمني جدا في المدرسة دي من أكتر الحاجات اللى كانت محبباني في المدرسة مدرسة القرآن ، كانت إسمها -إيمان- كنت بحبها جدا كانت برده بتحبني جدا وشايفاني شاطر ونافع يعني وكان ليا زميل اسمه هشام ده كان يعتبر أحلى حاجة في المدرسة كان طيب جدا ولذيذ أوى وكنا أصحاب جامدين أوى ولكن للأسف إنتهت علاقتي بيه بعد فترة صغيره لانى بعد سنه رابعة ابتدائي يعني سنتين بس في الازهر ، أمي قررت أني أسيب الأزهر لان الموضوع هيبقى صعب جدا بعد سنه رابعة وهيبقى مشوار صعب جدا عليا وفعلا سيبت الازهر بعد ما حفظت حوالى نص القرآن وبعدها دخلت مدرسة سليم البشري علشان أدرس آخر سنه ليا في المرحلة الابتدائية

وكانت دي المدرسة رقم 5 ليا في المرحلتين الاولى والتانية بس والمدرسة دي من أول يوم ليا فيها مكنتش بحبها أصلا يعني كنت بحس أنها كئيبة شوية بالمقارنه بالمدارس التانية اللى دخلتها قبلها وماكنتش بتبسط أوى وانا رايح المدرسة دي بالذات رغم ان الفترة دي كنت عايش عند تيته وكنت كل يوم الصبح أروح من بيت تيتة لبيت ماما بالعجلة بتاعتى واسيبها هناك واروح المدرسة وبعدين ارجع اخد العجلة واروح لتيتة تانى..

التعرف على اعمامى

فى يوم من الايام كنت واقف فى البلكونة وبعدين وانا داخل جوة الشقة لقيت امى بتندهلى وسألتنى تحب تشوف عمامك؟؟؟

السؤال خضنى شوية فى الاول لكن بدون تردد قلتلها ماشى, المواقفة ساعتها كان اهم اسبابها هوة معرفة هما مين عمامى دول اصلا؟؟ يعنى شكلهم ايه حياتهم ازاى ؟ وياترى هلاقى عندهم جديد عن اللى انا عايشه ولا الامور مش هتتغير كتير يعنى والاوضاع هية هية, كانت جوايا رغبة قوية جدا فى التعرف عليهم وانى اشوفهم ..

الموضوع جه بسرعة اوى وروحنا انا واختى نزور عمامنا , امى وصلتنا لحد البيت وشاورلتنا على الشقة ومشت هية وطلعنا وخبطنا على الباب وانفتح الباب ودخلنا, اتنين ستات شكلهم غريب واحدة كبيرة وواحده اصغر منها قعدوا معايا وفهمونى ان الكبيرة دى تبقى جدتى والصغيرة دى عمتى - انا والله مش فاهم حاجه - بس وماله ناس طيبين والله وابتدينا نتكلم واحدة بواحدة بقى والامور ابتدت تمشى كويس ومافيش احراج ولا كسوف ولا حاجه وبعد شوية دخل علينا ولدين واحد كبير شوية وكلبوظة والتانى اصغر واسمرانى وامور كده وابتدت جدتى تعرفنى عليهم الكبير ده اسمه - سراج - حلو اوى على اسمى والصغير بقى اسمه محمد ويبقى اصغر منى بسنة واحدة بس بس بصراحة شكلهم نضيف اوى ومبتسمين كده وحاجه تفرح قعدت معاهم شوية وبعدين دخلت معاهم الاوضة بتاعتهم وجوة شوفت ولد كمان بس اصغر بقى اسمه - ضياء- واد ابيضانى ومسمسم وابتدوا يورونى بقى حاجتهم ولعبهم وكده واول لعبة وروهالى كان اسمها - اسكيبو - حاجه كده شبه الكوتشينة بس معقدة شوية المهم فى اول دور يعلمونى والاعبهم كسبتهم فقلتلهم ياريت بقى تشوفوا لعبة تكونوا بتعرفوا تلعبوها عشان نلعب سوا ويبقى فى منافسة, والله حبيتهم كلهم وكإنى اعرفهم من زمان واتعلقت بيهم اوى .

بعد شوية حصلت هجمة كبيرة اوى على البيت ناس كتير اوى ابتدت جدتى برضه تعرفنى عليهم واحد واحد ده يبقى عمك الدكتور - أحمد - وده عمك التانى الاستاذ - يسرى - وده عمك المهندس - ممدوح - ناس شكلها نضيف اوى ودمهم خفيف جدا وبيحبوا المرح كده ومافيش كئابة فى قعدتهم وكمان ولادهم كلهم زيهم نفس الطباع دى والدم ده وخلونى بجد مبسوط جدا معاهم وحابب الجو بتاعهم ومن اليوم ده اتعلقت اوى بعيلة ابويا وكان بيبقى نفسى اروحلهم كتير وازورهم واحلى وقت لما كنت اروح لعمتى البيت عندها والعب مع ولادها ونخرج سوا وكنا بنروح محل اسمه الجوهرة نلعب عنده - زوسر - لعبة بدائية جدا ماتشات كورة وحاجات حلوة كانت بتبقى اسعد الاوقات فعلا..

كان اقرب واحد ليا فى العيلة هوه محمد بحكم السن القريب وكنا دايما سوا فى لعبنا ونخرج سوا بصراحة طول عمره اخ محترم واخلاق وحاليا واحد من احلى وانضف الظباط فى العالم كله.

خلصت مرحلة الابتدائية ودخلت اولى اعدادى ودخلت مدرسة الملك فيصل وانتقلت بكل حاجتى وكل كتبى لبيت تيتة وكنت كالعادة فرحان جدا بالخطوة دى لان المكان ده هةه اللى برتاح فيه والست دى هية اكتر حد بيحبنى , لكن لم تختلف المرحلة دى كثيرا عن سابقاتها من المراحل حيث ظللت وحيدا دائما ما ابحث عن صديق او زميل اشاركه ويشاركنى الحياة ويكون معى فى كل الظروف التى امر بها سواء فى الدراسة او حتى الحياة العامة التى اعيشها حتى تعرفت على زميل بالفصل يدعى - رؤوف - وكان ولد طيب جدا وخلوق وبدأت العلاقة تتوطد بيننا واصبحنا لا نفترقان فى المدرسة واصبح رؤوف اول صاحب ليا يمكن فى عمرى كله.

طبعا الدراسة فى المرحلة الاعدادية مختلفة تماما عن المرحلة السابقة وكنت فرحان جدا بيها وحاسس انى كبرت شوية وانى ممكن اختار اعمل ايه فى حياتى والبس ايه واصاحب مين براحتى وانى اكبر من اى وقت فات لكن بمرور الوقت ابتديت الاقى العكس العين كلها عليا انا بالذات وكله بيسألنى عن اصحابى ومذاكرتى وكده وتخنقت اوى من الحركات دى لكن بمرور الوقت ابتديت افهم ليه بيعملوا كده لانها مرحلة حساسة اوى وخطيرة فى حياة اى طفل بيتغير سلوكه ومعتقداته وعقله بيكبر وبيبتدى يفكر فى حاجات عمره ما فكر فيها قبل كده.

ابتدوا خلانى يسألونى بتذاكر ازاى وبتاخد ايه فى المدرسة ؟؟ واسئلة بقى من اللى بتخنق اى حد فى سنى وكان اكتر واحد بيكلمنى دايما ويسالنى فى الحاجات دى هوه خالى - أشرف - وكان مهتم بيا جدا ومن الرغم من قسوته عليا فى اوقات كتير الا ان لو فيا اى ميزة او اى خلق كويس فأنا بدين بالمعروف بعد ربنا لخالى اشرف اى الحاجات دى لكن انا طبعا ايامها كنت بتخنق جدا وكنت بنضرب كتيييير اوى على حاجات فاهمها وحاجات مش فاهمها بس طبعا فى اوقات كتير كانت تيته تخبينى او تحوش عنى عشان ماكانتش بتحب حد يمد ايده عليا او يضربنى وكانت دايما تقولهم لا ده ذاكر انهاردة او ماعملش حاجه غلط عشان ماحدش يضربنى او يعكنن عليا, اما بالنسة لدراستى فى المرحلة الاعدادية فكانت غريبة شوية , فى الفصل كنت شاطر جدا ومجتهد اوى ودايما بحاول اخلى كل المدرسين يعرفونى بالاسم ويعرفوا انى شاطر ومؤدب ونجحت فى ده الى حد كبير لكن فى البيت كنت لعبى بشكل مخيف وماكنتش اطيق اسم المذاكرة دى خالص واعرف ازاى اضيع وقتى كله وده كان بيبان فى الامتحانات الشهرية عشان درجاتى كانت قليلة طبعا ووحشة اوى وكنت دايما ادايق امى اخر كل شهر بدرجات وحشة وكمان كانت تيته بتتدايق اوى وبتحس بالذنب لانى قاعد عندها ومش بذاكر كويس ومش عارف انى فى مرحلة مهمة وكده وانى ممكن اضيع خالص وماعرفش ابقى اى حاجه بعدين.

كان ده الحال طول الثلاث سنين بالاعدادية , طول السنة لعب وهرجلة لكن اخر السنة كنت بتقلب 180 درجة واركز اوى واظبط نفسى جدا والحمدلله كانت بتعدى على خير وانجح بس لما ادوخ كل الناس جنبى وطول الثلاث سنين دول كانت علاقتى مستمرة بصاحبى رؤوف وكنا اصحاب جامدين اوى وكان لينا زميل تالت اسمه سعد كنا شلة واحدة فى المدرسة وبعد المدرسة كنا نروح نلعب شوية اتارى فى اى محل اهو نسلى نفسنا شوية ونفرح شوية وكانت هية متعتنا الكبيرة اخر الاسبوع بعد الدراسة نروح المحل ده يوم الخميس بعد المدرسة وماكناش بنعمل اكتر من كده وكانوا ثلاث سنين حلوين بجد وكنا اصحاب جامدين اوى طول الفترة دى لكن للاسف اول ما خلصنا المرحلة الاعدادية افترقنا ولم نعد اصحاب كما كنا وذهب كل منا الى مدرسة جديدة ولم نعد نتقابل بعدها.

وبدأت المرحلة الثانوية ولم تختلف الحياة فيها عن سابقاتها من المراحل فالسمات الرئيسية واحدة وهى الوحدة وعدم القدرة على التعرف على صاحب او الاندماج مع اى شلة وكانت مدرسة عمر مكرم الثانوية بنين هى قبلتى الجديدة وانضممت للمدرسة وبدأت الدراسة الثانوية وبرضه كنت فرحان جدا عشان حاسس انى كبرت وخلاص بقيت راجل فى ثانوى بقى وماحدش هيقولى حاجه لكن الوضع كان مختلف جدا فحياتى اصبحت ملكا للجميع, كل فرد من حقه ان يسألنى وان يعاقبنى على اخطائى - عارف انها تربية - بس كل الناس بتتربى عادى اشمعنى انا بقى ؟؟!! المهم المدرسة بتاعتى كانت فترة واحدة من الساعه 8 صباحا الى الساعه 2 ظهرا وطبعا الثانوى مختلف تماما شكلا وموضوعا عن اى حاجه تانية قبلها او بعدها كنت بشوف كل حاجه فى المدرسة دى من شباب بيشرب سجاير وشباب بيذاكر فى الفسحة - ده انا مش بذاكر فى البيت اصلا - وشباب بيزوغ ويروح يقابل بنات برة , كل حاجه كانت موجودة فى المدرسة دى وكل انواع الناس وكل الصفات وكل العادات والتقاليد .

الحياة فى ثانوى مختلفة جدا عن الحياة فى اى مرحلة اخرى كل واحد لازم يعتمد على نفسه لان ماحدش بياخد للتانى حقه لازم تبقى راجل بجد.

فى سنة اولى ثانوى وتحديدا فى درس الفرنساوى اتعرفت على واحد اسمه - محمد جلال - ولد غلبان جدا وطيب جدا مالوش فى اى حاجه تانية خالص ودايما ماشى لوحده برضه بيجى الدرس لوحده ويروح لوحده, اتعرفنا على بعض وواحدة واحدة قويت علاقتنا جدا واصبحنا اكتر من اخوات وكنا نروح الدرس سوا ونمشى سوا وحتى كل خروجاتنا كانت سوا لدرجة اننا ماننزلش نشترى لبس غير واحنا مع بعض وكنا كمان بنذاكر بنفس الطريقة وكمان بنحل امتحانتنا بنفس الحلول وفضلنا على كده طول السنة دى كل حاجه مع بعض ولا نفترق ابدا ونجحنا فى اولى ثانوى نجاح متوسط وعدينا لتانية ثانوى - المرحلة الحرجة جدا - وقررنا انا ومحمد اننا ندخل ادبى يعنى كنا حاسين اننا مش هنعمل حاجه اوى فى علمى فقلنا ناخدها من قاصرها وندخل ادبى وفعلا دخلنا ادبى واخترنا نفس المواد فى تانية وتالتة ثانوى..

بالنسبة لسنة تانية ثانوى كنا محترمين جدا جدا وواخدينها جد اوى من اول يوم مذاكرة وقرف ودروس ومنتظمين جدا فى دروسنا وكمان روحنا لنفس المدرسين فى كل المواد لكن للاسف قابلتنى شوية مشاكل فى تانية ثانوى منها ان مدرس العربى بتاعى سافر اعارة وغيرته وروحت لواحد تانى وللاسف الراجل التانى ده ماكانش كويس اوى وضيعنا السنة دى فى المادة بتاعته وعلى الرغم من الالتزام ده والجد ده الا انى اطصدمت صدمة كبيرة اوى اخر السنة بمجموع اقل بكتير من مستوايا ومن مجهودى وزعلت جدا جدا لانى كنت متوقع درجة ومجموع اكبر من كده لكن للاسف اكيد كان فى حاجه غلط عندى وفى نظام حياتى ونظام مذاكرتى لكنى ماكنتش اعرف فين الغلط ده بالظبط؟؟ انا حاسس انى كنت بجتهد اوى وعامل اللى عليا اوى لكن اكيد كنت غلطان بس بصراحة حتى كتابة هذه السطور مش عارف الغلط فين؟!

خلصت تانية ثانوى وبالرغم من الصدمة بتاعتى الا انى كنت لازم اكمل المشوار بتاعى وادخل تالتة ثانوى وفعلا دخلنا انا ومحمد تالتة ثانوى وكانت واحدة من اجمل سنين عمرى كلها وسنة من السنين اللى مش ممكن انساها ابدا لا انا ولا محمد صاحبى فى كل نواحى حياتنا سواء ناحية المذاكرة والالتزام فى الدروس وكمان الناحية الترفيهية وكان فى محل بلاى ستيشين مقيمين عنده بعد كل درس وبصراحة مقضينها بكل اوقاتها وماكانش بنضيع وقت خالص كنا بنستفيد من كل ثانية سواء مهمة او مش مهمة وكنت كمان بذاكر على الكاسيت او على الراديو والفترة دى شهدت قمة الحب وقمة الانتماء للنجم الكبير - عمرو دياب - حيث بدأت التأثر الشديد به وبلبسه وطريقة غناه واحس انه انسان مش عادى ابدا ونجاحه ده مش بالساهل وانه وراه عناد واصرار ولازم كل انسان يبقى عند لول جزء من هذا الاصرار والعناد , أما بالنسبة للسؤال الطبيعى فى هذه المرحلة - عاوز تدخل كلية ايه؟؟- عمرى ما لقيتله اجابة عندى وكنت وقتها بستسهل واقول اى حاجه فيها انجليزى سواء اداب او تجارة او اى كلية ادرس فيها انجليزى وكانت اجابتى هروب من السؤال لانى مش نافع فى اى حاجه غير الانجليزى وكمان مجموعى فى تانية مش هيدخلنى لا السن ولا اقتصاد وعلوم سياسية فكنت بقول لنفسى اخر امالك هية الانجليزى والا هينتهى بيك المطاف على اى قهوة بيتشرب - كانز - وبتعلب دومينو - عشان مش بعرف العب - طاولة - وكنت بروح كل الدروس مع محمد وعمرنا لا زوغنا مرة ولا هربنا مرة وكنا ملتزمين اوى ونتصل ببعض نسأل فى حاجات مش فاهمينها عشان نفهم بعض وكنا مركزين اوى فى تالتة عشان ننجح كويس ونفرح اهلنا لاننا الكبار فى العيلتين بتوعنا ونفسنا فعلا نعمل حاجه تفرحهم, والحمدلله ربنا اراد لنا الخير فى السنة دى ووفقنا ونجحنا بمجموع كبير فى سنة تالتة وعدينا اخطر المراحل بسلام واختار محمد دخول المعهد العالى لعلوم الحاسب الالى لانه كان مغرم اوى بالكمبيوتر وانا دخلت اداب انجليزى بمدينة شبين الكوم...

الجزء الثانى

3- الكلية:

بعد ما خلصت الثانوية العامة كنت اعتدت السفر لمدينة الاسكندرية لزيارة جدتى وعمتى المقيمين هناك وكانت الزيارات كثيرة نظرا لتعلقى بهم ولجو المرح والفرحة التى اشعر بها هناك وكنت دائما اسافر بمفردى وكنت احب تحديدا بيت عمتى اكثر لجلوسى مع ولاد عمتى ولعبى معهم .

وصلنى جواب التنسيق بدخول كلية الاداب قسم اللغة الانجليزية ولكن بمدينة شبين الكوم وليس دمنهور او الاسكندرية وكنت فرحان جدا لانى اخيرا هخرج من نطاق المدينتين دول اللى عشت فيهم واروح مكان جديد واشوف ناس جديدة وانا بعشق الحاجات دى واحس بقى انى بقيت شخص له مكان فى المجتمع وانى بقيت - طالب جامعى - لا حد هيقوله ذاكر ولا حد هيقوله رايح فين وجاى منين؟

كانت هدية دخولى الكلية هى كمبيوتر جابتهولى امى وكان فعلا نفسى اجيب واحد وانا كنت فاهم يعنى ايه الكمبيوتر لانى كنت بشوفه وبشتغل عليه عند عمتى عشان كده من يوم ما جابتهولى وانا مش بقوم من عليه خالص لا ليل ولا نهار وكنت طبعا فى شقة تيتة عايش هناك وكان الكمبيوتر فى الاوضة بتاعتى وماكانش حد يجرؤ انه يحط ايده على جهازى والا كان يتعرض للمسائلة القانونية - جزء من الدلع - وسافرت شبين اول مرة فى حياتى وروحت الكلية وابتديت اسأل على القسم بتاعى وقدمت ورقى هناك ودفعت مصاريف الكلية وأصبحت رسميا طالب بجامعة المنوفية, انتى للفرقة الاولى بكلية الاداب قسم اللغة الانجليزية.

طبعا المرحلة الجديدة كانت واخدانى جدا وكنت فرحان جدا وكنت حاسس ان مافيش حد ابدا زيى فى الدنيا كلها وكنت فرحان اكتر انى قدرت احقق حلم فى حياتى وابقى حاجه كان نفسى فيها وهية دخولى كلية لغات وده اللى اتحقق بدخولى اداب انجليزى

جو الكلية مختلف تماما عن اى جو تانى منظر الطلبة وطريقة المحاضرات ليها جو تانى خالص عن اى حاجه عشتها قبل كده وطبعا كان لازم اتعرف على حد يكون كويس ويكون زميل عشان نقضى وقتنا سوا وكمان لانى بعيد عن الكلية ومش بروح كتير غير لما يكون فى حاجه مهمة تخلينى اروح وكان اول صاحب ليا فى الكلية هوه - شريف - وهو من المنوفية وتحديدا من اشمون وهوه ولد طيب جدا وكويس جدا وكان سند ليا طول فترة الدراسة فى الكلية وعن طريق شريف اتعرفت على ولد كمان اسمه - أحمد عبد العاطى - وهوه كمان من نفس بلد شريف وصاحبه من زمان وبرضه ولد كويس جدا واخلاق جدا وبعدين انضملنا واحد كمان اسمه - أحمد حسنى - واصبحنا شلة واحدة بنتحرك سوا ونتقابل سوا وكبرت علاقتنا جدا ببعض واصبحنا تقريبا مش بنفترق خالص لا جوة الكلية ولا برة الكلية وطول سنة اولى واحنا بنظبط كل حاجه مع بعض سواء محاضرات او فسح او خروجات ولان سنه اولى كانت بسيطة وسهلة ماكناش حاسين بمذاكرة جامدة يعنى وكلنا نجحنا السنة دى من غير اى مشاكل وده معايا قلب عكس شوية وهتفهموا بعدين ليه!! , المهم طبعا كلنا فرحانين بالنجاح واخدنا الاجازة وكنا دايما نتكلم مع بعض على النت وكنا نتقابل ونروح نصيف فى الاسكندرية سوا وكنت بزورهم كتير فى المنوفيه اهو المهم نكون سوا وخلاص وبقت علاقتنا قوية جدا وكأننا اصحاب من زمان جدا ومش دى اول سنة نتعرف فيها على بعض.

فى الفترة دى امى وجوزها واخواتى انتقلوا من دمنهور لمدينة تقع على طريق الاسكندرية القاهرة الصحراوى اسمها - النوبارية - فى حين انى فضلت عايش مع جدتى وفى المرحلة دى بدات الدراسة وبقيت فى سنة تانية كلية وكان شعورى بإن الدراسة فى الكلية عبارة عن فسح ولعب وتهريج وكام ساعه مذاكرة قبل الامتحان وخلاص على كده وكنت مقضيها جدا سفر الكلية او سفر اسكندرية او وطبعا كمبيوتر ونت وكلام فارغ لحد التيرم الاول ما عدى بسرعه جدا وظهرت نتيجتى ولقيت نفسى - شايل مادتين- وماتعدلتش ابدا فضلت زى مانا عشان تعدى تانية كلية كلها والاقى نفسى مانجحتش السنة دى وهعيدها تانى بسبب الاستهتار المبالغ فيه وعدم التركيز منى فى السنة كلها ويكون ده اول فشل فى حياتى كلها لانى فعلا ماقدمتش اللى يخلينى انجح واعدى مع باقى زمايلى لسنة تالتة كلية, طبعا كانت اوقات صعبة جدا بقضيها مع نفسى وجوايا احساس مرعب وسؤال بيموتنى من جوايا - هوه انا اقل من الكلية دى ومش قدها؟ يعنى انا طول عمرى بضحك على نفسى ولا ايه؟؟؟!! , طبعا اصحابى خلاص عدونى وبقوا فى سنة تالتة كلية وانا بقيت لوحدى فى تانية وهعيدها تانى لكن كان قلقى كله من السؤال اللى فات ده!!..

وعدت الاجازة ورجعت الكلية تانى ومن جوايا احساس مختلف تماما وحالة مسيطرة عليا - انا هنجح ولا لأ؟ انا هنفع ولا لأ؟

ودخلنا اجواء الدراسة وبدأت اهتم اوى بالمحاضرات واحضرها كلها واعد مع حصابى بعدها ومأرزوغش ابدا من اى محاضرة مهمة او مش مهمة واتعرفت على ناس فى الدفعة الجديدة وكنت مهتم جدا بالمحاضرات والمذاكرة والتلخيص وكل حاجه اتغيرت فى حياتى عن اللى فات لحد ما جه وقت الامتحانات فى التيرم الاول ودخلت الامتحانات ولاول مرة اخرج من كل امتحان وانا مطمن شوية وحاسس انى حليت كويس وعملت اللى عليا وكنت مستنى النتيجة عشان اعرف انا ابتديت امشى صح ولا الموضوع اكبر منى وانا فعلا مش اد الكلية دى وكل اللى فات ده كان كدب!!.

وظهرت نتيجة التيرم الاول ولقيت نفسى بحمد الله ناجح فى كل المواد اللى عليا فى التيرم ده وكانت فرحتى كبيرة جدا مش بس بالنجاح ولكن بعودتى مرة تانية وبعودة روحى ليا فى الفترة دى واحساسى بإن مافيش كبير غير بالاجتهاد والعمل وانى الحمدلله اصلح للمكان ده وانى اقدر انجح واكون انسان محترم وناجح وليا مكان.

ودخلت التيرم التانى واشتد على جدتى مرضها وانتقلت لتعيش عند خالتى وكنت قاعد الفترة دى لوحدى فى البيت لكن كنت مصمم على تكملة المشوار بتاعى اللى بدأته السنة دى وهوه النجاح والمرور لسنة تالتة كلية لكن جدتى فى الفترة دى تعبت اوى والسكر اشتغل جامد والدكتور بتاعها قالها انها لازم تعمل عملية صعبة اوى ببتر الركبة اليمنى ومن ساعة ما سمعت الخبر ده وانا قلبى مقبوض جدا وخايف جدا لحد ما جه يوم العملية يوم 19/4/2004 وكان يوم خميس وانا سافرت الكلية الصبح قلبى مقبوض وتعبان جدا ورجعت من الكلية وسألت وعرفت انها دخلت غيبوبة بعد العملية ليزداد خوفى جدا ولانى ماكنتش نمت بقالى يومين تقريبا دخلت انام شوية وكنت بتمنى انى اصحى وحد يقولى انها فاقت وبقت كويسة الحمدلله لكنى صحيت على صوت صراخ اختى وهية بتقولى - تيته ماتت - وكانت اصعب لحظة فى التاريخ كله لا يمكن انساها ابدا ولا يمكن ابدا حد يعوضنى عن اللى كانت بتعمله معايا وحسيت خلاص ان الدنيا وقفت وهية دى النهاية بالنسبة لى وان خلاص مافيش حاجه حلوة هتحصل تانى دى اخرة كل حاجه بجد.

عدى بعدها كام يوم وانا مش مصدق اللى حصل ومش حاسس بأى حاجه خالص ولا اى حد ناس كتير بييجوا يعزوا ويسلموا ويمشوا وانا قاعد فى الاوضه لوحدى لا عاوز اشوف حد ولا عاوز اقابل ولا اتكلم مع حد ولما ابتديت افوق شوية لقيت حاجه اصعب من الاولانية لازم اسيب بيت تيته اللى عشت فيه تقريبا 18 سنة وانتقل عشان اعيش عند امى فى النوبارية وكنت مخنوق جدا لدرجة قربت بيها اكره نفسى لكن كلهم امى وخلانى وعمامى اتفقوا انه ماينفعش اعيش لوحدى ولازم اعيش مع امى فى بيتها وده اللى حصل فعلا بعد محاولات فاشلة منى انى افتح شقة ابويا واعيش فيها ولكن الجميع رفض الفكرة دى والوحيد اللى كان موافق هوه جوز عمتى م/ أحمد الوليلى وكان بيقول ده الوقت المناسب اللى سراج يفتح فيه شقة ابوه.

انتقلت تانى بكل حاجتى وروحت بيت امى فى النوبارية وابتديت تانى حياة جديدة هناك لكن المرة دى مافيهاش حاجه حلوة خالص ايام بتعدى وخلاص قاعد فى اوضتى طول اليوم لا بخرج ولا بكلم حد ولا ليا علاقة باى حد كل يوم بيعدى زى اليوم اللى قبله واليوم اللى بعده ولكن كان الهدف الاصلى موجود وكانت الكلية وكان النجاح هما الهدف رقم واحد وفعلا دخلت امتحانات التيرم التانى والحمدلله نجحت فى كل المواد وعديت السنة دى بفضل الله وبفضل التركيز والعناد اللى اتولدوا جوايا فى المرحلة دى بعد الفشل الغريب والمرعب اللى قابلتهم.

طبعا كانت العيشة فى النوبارية والسفر منها لشبين يوميا فى الدراسة امر صعب جدا عشان كده جات فكرة البحث عن سكن فى شبين اعيش فيه فترة الدراسة والسنتين اللى فاضلين دول وفعلا نزلت يوم ادور على سكن يكون كويس ويكون كمان قريب شوية من الكلية والحمدلله ربنا كرمنى بسكن كويس وجنب الكلية وعند ناس طيبين اوى وبصراحة صاحب السكن كرمنى اوى لما عرف كمان انى هعد لوحدى ومافيش منى مشاكل اوى يعنى ممكن تحصل وفعلا اتفقت مع صاحب السكن على كل حاجه وكمان دفعت العربون بتاع الاوضة ومع اول ايام السنة الدراسية كنت موجود جوة الاوضه بتاعتى وابتديت فترة بعتبرها من احلى فترات حياتى كلها على الاطلاق , وظبطت مع بداية الدراسة اصاحبى فى الكلية وكمان اتعرفت على الناس جيرانى فى السكن واتصاحبت عليهم وكانوا كلهم كويسين وحبونى جدا وكنت انا اللى بصنع روح المرح جوة السكن وبدأت المرحلة الاجمل والاحلى فى حياتى فى السكن مع بداية تالتة كلية..

و فى فترة قليلة جدا ربنا كرمنى بحب كل الناس اللى معايا فى السكن واصبحت شخص مهم وجوده معاهم وكانو بيحبونى وصاحبونى كأنى بقالى سنين معاهم مش لسه جديد عليهم وكمان كانوا هما دافع ليا على مذاكرتى واجتهادى فى شغلى زيهم لان معظمهم كان بيدرس هندسة وكانو بيذاكروا كتير اوى وكنت بحاول انجح واثبت نفسى خصوصا انى لوحدى ودايما الرهان على الفشل اكبر من النجاح وكانت سنة تالتة محك قوى جدا واختبار شديد وصعب اوى لانها اول سنة اقضيها كاملة بكل موادها وهمتحنهم كلهم فيا ترى هقدر انجح فى كل المواد ولا خلاص انا اعتدت اخد السنة فى سنتين؟؟, وكان بالاضافة للمذاكرة ومحاولة النجاح كنت بقضى امتع اوقاتى واحلاها لما انزل بالليل عشان اتمشى شوية فى شبين وكان فى اوقات يضربنى الهبل كالعادة فكنت اخد نفسى واروح لأحمد عبد العاطى البلد وأعد معاه ومع شلته نلعب ونهزر ونتكلم فعلا كانت اجواء مرحة جدا وكنت ببقى مبسوط جدا وانا معاهم وكنت مقضى الوقت كله كده طول الترمين الاول والتانى لعب وهزار وفسح لكن مع اقتراب فترة الامتحانات كنت بتحول تحول جذرى جوة الاوضة بتاعتى وكنت ببقى شخص تانى خالص , أجيب كل الملخصات بتاعة كل المواد والورق الخاص بكل مادة من اللى عليا قبل الامتحانات بفترة وأظبط جدول مذاكرة محترم للفترة الباقية وابتدى عملية - النسر الذهبى - , كان بيبقى اليوم عبارة عن ارع حاجات بعملهم - نوم , أكل , مذاكرة , و لازم طبعا شوية مشى بالليل دى اساسى كل يوم - وكان برضه اواقات يضربنى الهبل - كان بيضربنى كتير - واخد كتبى واروح لاحمد البلد نذاكر سوا ونسلى بعض برضه وكمان اوقات كان بييجى هوه عندى نعد نذاكر شوية ونخرج شوية ونتعشى ونرجع ننام بقى , لكن الايام اللى كنت ببقى فيها لوحدى كان ليا صاحب قوى جدا عمرى ما زهقت منه وعمره ما بطل كلام ولا ضحك ولا غنا وكان بيفرفشنى ويضحكنى وماكنتش اعرف انام الا على صوته ها عرفتوه؟ ايوة - الراديو - وصلت لدرجة عشق مع الراديو وصلت لدرجة انى حفظت مواعيد البرامج اللى بتتذاع عليه وكان هوه صديقى الاول والاخير , لحد ما قربت امتحانات التيرم الاول بسنة تالتة وكنت عاوز ونفسى اعرف انا هنجح ولا لأ وهنفع ولا لأ!!!!

ويبدو ان الاحساس بالخوف من تكرار الفشل بيخلق نوع من الاصرار جوه الانسان يخليه قوى وعنيد وعاوز يثبت لنفسه انه هينجح وان مافيش حاجه تقدر تهزمه او ترجعه للخلف ابدا, عاوز اقولكم سر شايله جوايا طول عمرى وهوه انى دايما بحس انى حد كبير اوى وعظيم اوى حاسس انى انسان مش عادى يمكن مافيش اى دليل على احساسى ده بس بحس كده وخلاص, ده شىء شخصى جدا لا عمرى قلت كده لحد ولا عمرى طلبت من حد الاعتراف بالحكاية دى لكنه مجرد احساس بيحركنى دايما فى الاتجاه الصعب عشان اثبت لنفسى انى جامد وهقدر انجح واعدى اصعب مواقف الدنيا كلها, ودخلت امتحانات التيرم الاول بكل تركيز واصرار على النجاح فى كل المواد وكنت فعلا مركز جدا فى كل ماده لوحدها ومظبط كل حاجه عشان مايبقاش فاضل اى حاجه غير توفيق ربنا ويشاء الله - عز وجل - انه مايضيعش مجهودى ده وانى انجح نضيف فى كل المواد عشان تبقى فرحة جوة قلبى ماتتوصفش وعشان اتأكد ان - الكبار يمرضون ولا يموتون - والحمدلله استمر الناجح ده وعديت التيرم التانى والسنة كلها بنجاح كبير وبدون اى حاجه صغيرة تعكنن وتشوه النجاح ده عشان اعدى لسنة رابعه وتكون اخر سنة ليا فى التعليم كله والسنة اللى بودع بيها الدراسة بكل ايامها وصعابها وبكل احزانها وافراحها.

قضيت الاجازة فى بيت امى فى النوبارية وكنت طبعا برضه بسافر كتير اوى سواء اسكندرية او شبين لاصحابى وطبعا كنت بروح دمنهور لخلانى ازورهم بس وحشتنى حياتى فى شبين وحريتى الكبيرة اللى هناك وكل حاجه كنت بعملها وكنت مستعجل اوى بداية الدراسة, وفعلا بدأت سنة رابعه وانا موجود فى نفس مكانى اللى بحبه بكل تفاصيله كل وقت قضيته هناك محفور جوايا وعمرى ما هنسى ابدا اى حاجه عملتها هناك هتفضل ايامى فى شبين وفى السكن بتاعى وفى الكلية وتحديدا فى السنتين دول هى اجمل واحلى ايام عمرى كلها , وفعلا كنت مواظب جدا على حضور كل محاضراتى وتجميعها والاهتمام بيها طبعا ومعاها الاهتمام بحياتى العامة وكنت متابع جيد لكل الامور العامة اللى بتحصل فى الدنيا وكانت فترة حاسس فيها بكرم كبير اوى من ربنا ونجاح فى كل حاجه بعملها وحاسس ان دنيتى مليانة بحاجات كتير اوى اعملها , كنت بقضى طول الاسبوع فى شبين بين الكلية والمذاكرة واصحابى واخر الاسبوع اروح لامى البيت منها تغيير جو ومنها اظبط حالى وارجع تانى الكلية اول الاسبوع عشان اشوف حالى واشوف ازاى هقدر اعدى اخر سنة نضيف عشان ابقى خلصت ومافيش ورايا اى حاجه ممكن تنعمل تانى فى الكلية عشان كان فى اتفاق بينى وبين نفسى انى اكملها على خير واخرج منها ناجح تمام فى كل المواد عشان انسى تماما ان كان فى سقطة فى حياتى ومايكونش ليها اى تأثير عليا فى يوم من الايام وفضلت على حالى ده طول سنة رابعه مقضى كل الوقت ومش بضيع اى وقت مذاكرة وتمشية وخروج وكلية كل حاجه كنت بعملها وكنت على اتصال دائم بزميلى فى الكلية - سلامة - متابعين سوا كل حاجه بتحصل هناك ومظبطين ورقنا وملخصاتنا مع بعض عشان نكون مستعدين دايما للامتحانات لحد ما جات امتحانات التيرم الاول ودخلتها وكالعادة الحمدلله نجحت فى كل المواد وكنت فرحان جدا بالنجاح ده , ودخلت التيرم التانى اصعب واقصر التيرمات فى الكلية لان كل يوم كان بيعدى فى التيرم ده كان بيقربنى من نهاية حياتى فى شبين وفى الكلية وفى الاوضة بتاعتى وكنت حزين جدا انى همشى واسيبها لانى كنت مبسوط جدا بحياتى هناك وبكل ايامى.

واقتربت النهاية ودخلنا اواخر السنة - مش اواخر الشتا- وكان الحال على ما هو عليه والهدف واحد - عاوز أنجح - ودخلنا امتحانات التيرم التانى وكل مادة كانت بتعدى كانت بتطلع معاها روحى لانها بتقربنى من نهاية كل حاجه وخلاص شوية بشوية انا هسيب المكان ده اكتر مكان حبيته واتعلقت بيه وفعلا انتهت الامتحانات وسلمت على كل اصحابى فى الكلية وفى السكن وكانت لحظات صعبة جدا وكل واحد بياخد طريقه لبيته عشان يبتدى حياته العملية بعد رحلة طويلة اوى مع التعليم من حضانه لابتدائى وبعدين اعدادى وثانوى واخيرا التعليم الجامعى وانهاردة اتخرجنا خلاص وبعد كام اسبوع ظهرت نتيجتنا وكلنا نجحنا الحمدلله وابتدى كل واحد منا مشواره وطريقه فى الحياة..

4- بداية العمل:

طبعا الخطوة المهمة والقادمة هى خطوة العمل وماكنتش عارف الخطوة دى هتاخدنى على فين وكان اكتر واحد مهتم بيا وعاوزنى اشتغل هوه الحاج /أحمد - زوج والدتى - وحاول يجيبلى اكتر من شغلانة لكن انا كان نفسى اشتغل حاجه محترمة اوى ونفسى فيها واغلبها كانت متعلقة بالانجليزى مجال دراستى, لكن للاسف ماكانش قدامى اى حاجه كويسة غير شوية شغل يعنى مش احلامى ومش حاجه تحقق للانسان انه يبقى محترم وكويس لحد ما فى يوم من الايام كنت قاعد فى اسكندرية مع جوز عمتى م /أحمد الوليلى - رئيس مجلس ادارة شركة ويبكو للبترول- ولقيته بيسألنى انت عاوز تشتغل ايه يعنى بالظبط؟ قلتله اى حاجه يبقى فيها انجليزى او احس فيها بنفسى فلقيته بيقولى - أنا هشغلك - , كنت طاير من الفرح ساعتها مع العلم انى عارف انه يمكن يكون الراجل ده اكتر او من اكتر الناس اللى بيحبونى زى ولاده بالظبط وفعلا الموضوع ماخدش وقت ابدا وفى خلال وقت قصير كانت الاجراءات بتم وكانت اصعبها هى حصولى على شهادة الجيش , حصلت على الشهادة وقدمت ورقى فى شركة بدر الدين للبترول وتم تعيينى فيها واشتغلت فى - موقع الأبيض - لانتاج الغاز الطبيعى والحمدلله الامور مشت تمام جدا من اول يوم والناس اللى قابلتهم هناك كلهم محترمين وكويسن جدا حبونى من اول يوم واتعرفت عليهم كلهم وطبعا العلاقة القوية جدا بينى وبين مديرى أ/ ياسر حبشى , وكل زمايلى فى الشغل ابتداءا من احمد جابر مرورا بسعيد والبنبى وعبدالتواب وامجد وحسن وعمرو نهاية بكل النسا اللى وقفوا جنبى وعرفونى الشغل ازاى واللى لو بفهم فى اى حاجه فيه فالفضل بعد ربنا يرجعلهم فى الشغلز

الامور كانت صعبة جدا فى الاول الشغل كبير اوى وكتير جدا وانا اول مرة اشتغل ومش فاهم فى كتير من الشغل بس واحدة واحدة ومع مرور الايام فهمت حاجات كتير وعلاقاتى اتوسعت بناس كتير وشوفت كل انواع وانماط الناس وده بيفيدنى يوم بعد يوم ازاى تتعامل مع كل الناس من غير ماتخسر حد ودلوقتى اقدر اقول الحمدلله رب العالمين على اللى انا فيه الامور كلها كويسة الى حد كبير وماشى كويس فى شغلى وناس كتير هناك بتحبنى وبقشى اوقات كويسة هناك..

إلا انى فى حياتى وجوايا لسه موجودة مسحة الحزن على فراق ابويا وفراق جدتى ومازلت عايش حزين من جوايا ودايما خايف وقلبى مقبوض بس حاسس ان فى يوم الامور كلها هتتصلح بالنسبة لى وهلاقى حد حنين يحبنى ويعيش معايا وابقى سعيد من جوايا - مين عارف؟؟! - لكن لغاية اليوم ده ما ييجى ياترى انا هكون لسه موجود ولا ايه؟؟؟!!...

 

ده يعتبر نموذج لحياتى اللى انا عشتها وقصتى خلال الفترة اللى عشت فيها حبيت اكتبها وأدونها لاحساسى الشخصى بإنها قصة مش عادية ومش كل الناس ممكن يكونوا صادفوا حاجه زى كده وأتمنى انى ماكونش طولت عليكم او حسستكم بأى ملل.....

سراج إدريــس

Enter content here

Enter supporting content here

52gv0m.gif